شباب يضغطون من أجل التغيير في المغرب, وفرصة تاريخية أمام الأنظمة العربية
[ماروك نيوز] في مقال نشرته جريدة النيويورك تايمز الأمريكية، يتحدث عن ربيع الثورات العربية مرورا بثورة مصر، وكيف انتصرت رغم ماحدث عقب تنحي الرئيس، و كيف طلب الملك البحريني مساعدات من السعودية لقمع المتظاهرين، وصولا إلى ليبيا التي حاول فيها الكولونيل معمر القذافي اسكات صوت شعبه الذي نادى بسقوطه، بالدبابات والطائرات.....
هذا الحراك ساهم فيه الشباب باعتبارهم يمثلون حوالي 60% من سكان العالم العربي، حيث طالبو بالقطيعة مع بعض المعتقدات السياسية القديمة، والتي بالنسبة لهم لا تناسب تطلعاتهم و طموحاتهم من أجل تطوير بلدانهم...
فإذا كانت بعض هذه الدول قد تغيرت وأخرى في طريقها نحو التغيير، فهناك دول أخرى شبابها يضغط من خلال الشارع من أجل التغيير، حيث يعطي المقال مثال المغرب والأردن في هذا السياق.
الشباب اليوم أصبحوا يتواصلون بدون حدود، فالأنترنت إضافة إلى بعض القنوات التلفزية ساهمت في التحرك بهذه القوة، حيث أصبح الشباب مطلعا على ثقافات أخرى في العالم، يقارن وضعيته بوضعية الدول الديموقراطية ما فتح له أفاقا متعددة من أجل المطالبة بحقوقه، مقابل وضعية سياسية واقتصادية سائدة في معظم الدول العربية تجرده من أي فرصة للحرية.
العديد من الشباب، لايعترفون بالمعارضات التقليدية التي يؤكدون أنها كانت جزء ا من النظام بل إنها ساهمت في تكريس الوضع السائد في كل المجتمعات العربية
وينتقل المقال إلى التحدث عن بعض الشباب المساهمين في هذه الحراكات، محاولين إبراز الأسباب التي جعلتهم يتحركون في هذه الظرفية.
حيث تحدث أحد الشباب المغاربة قائلا، "لقد رأينا أن التغيير لن يكون عن طريق الأحزاب السياسية، التغيير سيحدث إنطلاقا من الشعب" لتنطلق بعد ذلك النداء ات في فايس بوك لتشكيل صوت يعبر عن الشباب وهمومه.
فالشباب اليوم اتفق على أن التفكير الذي كان سائدا هو أن الشعب غير قادر على فعل شيء، لكن ثورة مصر وتونس اثبتت أن الشعب هو صاحب الكلمة، وأن الأنظمة يجب أن تستمع إلى شبابها، وأن تحاول التحدث معهم بنفس المنطق، لأن العالم تطور و رغبات الشباب تطورت، فلكل جيل حركته، ولشباب اليوم أيضا مطالبهم.
تعليق الكاتب[ماروك نيوز] : يبقى السؤال مطروحا، هل لابد من التغيير، أم أن هناك استثناءات؟
الإستثناء الوحيد سيكون للدول التي تبادر وتسارع بالإصلاحات، فالأنظمة كانت متعايشة في الماضي بينها بحكم أنها تعاني من نفس التخلفات والمشاكل السياسية والإجتماعية والإقتصادية و بحكم المصالح الشخصية،هذا النوع من التعايش والتظامن بين هاته الأنظمة خاصة الإستبدادية منها شكل صمام الأمان في بقائها هذه المدة.
أما اليوم فقد تغيرت هذه الخريطة وسقط النظام في تونس ومصر، وهو في الطريق إلى السقوط في ليبيا، والأنظمة التي سيولدها هذا المخاض، ستكون تجربتها محط الأنظار خاصة من الدول المجاورة، وأكيد أن نجاح تجربتها الديموقراطية، سيكون بتأثير كبير على باقي شعوب المنطقة.
فاليوم فقط بنجاح المرحلة الأولى من الإنتقال الديموقراطي الذي توج بسقوط الأنظمة المصرية والتونسية، نشاهد كل هذا الحراك الذي ربما لن يؤدي في مجمله إلى تغيير سياسي أو اقتصادي في كافة الدول، لكن إذا بقت الأوضاع على حالها وبنجاح الثورة في كل من مصر وتونس مع الحفاظ على مكتسباتها السياسية والإجتماعية ومع مرور الشهور والسنين، ستجد الأنظمة التي لم تستفد من هذه الفرصة نفسها وراء الأحداث، وستجد أنها ربما فوتت فرصة تاريخية للمصالحة مع شعوبها، ولتحقيق الديموقراطية والكرامة لها، وستكون كل القرارات، إن أتت متأخرة، ورغم قوتها ستكون دون جدوى.
لذلك فالأنظمة اليوم في كل البلدان العربية أمام فرصة تاريخية، ربما تكون الأخيرة لإصلاح مايمكن إصلاحه، لأن زمن القمع والتعتيم قد ولى، ومصلحة الوطن هي التي يجب أن تكون فوق كل شيء، وهذا هو السبيل الوحيد لتطوير شعوبنا وبلداننا ، والسير نحو الديموقراطية التي نتخدها جميعا، حكاما ومحكومين سبيلا للخلاص، لأن الديموقراطية اصبحت اليوم و في ظل كل هاته التطورات الإقليمية والدولية، خيارا استراتيجيا لحماية الوطن، والنأي به بعيدا عن كل المخاطر، التي سيكون أكبرها عدم سماع أصوات التغيير.
المصدر :
كاتب المقال : ماروك نيوز
ترجمة بتصرف لبعض أجزاء المقال المنشور في النيويورك تايمز: http://www.nytimes.com
كل الحقوق محفوظة ماروك نيوز مارس 2011
Leave a Comment