تأثيرات سقوط نظام القذافي على البوليساريو، وإمكانية ملاحقتها دوليا لإرتكابها جرائم حرب ضد الشعب الليبي




 البوليساريو، تلك المنظمة التي زعمت طوال سنين أنها تدافع عن ماسمته حرية الشعوب، تشارك اليوم في قمع حرية الشعب الليبي .

الدبلوماسية المغربية تتوفر لها اليوم ظروف جيدة يجب استغلالها سياسيا من أجل التأكيد على موقفها، واستغلال الوضعية الحالية
  MarocNewZ
 [ماروك نيوز] الصراع بين المغرب وما يسمى "جبهة البوليساريو" اتخد عدة أشكال، إنطلقت في باديء الأمر كصراع مسلح لم ينتهي إلا سنة 1991 بعد توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار تحث مظلة المينورسو، والتي نصت على وقف القتال في المنطقة محطة النزاع، ليستمر النزاع وينتقل إلى المستوى السياسي والدبلوماسي، الذي ربحت رهانه الخارجية المغربية بالنظر إلى مجموعة من المتغيرات والمعطيات التي تراوحت بين سحب العديد من الدول لإعترافاتها بهذا الكيان، بالإضافة إلى المقترح المغربي المرتكز على منح حكم ذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، و الذي لاقى ارتياحا وقبولا من عدة جهات دولية تتمثل أساسا في حكومات مجموعة من الدول الكبيرة ومنظمات غير حكومية نافدة، حيث رأت فيه أساسا واقعيا ملموسا لأي حل ممكن للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية. 

كل هذا عزز الموقف الدبلوماسي المغربي وجعله في موقف قوة على المستوى السياسي أمام المنظومة الدولية. في نفس الوقت أظهرت كل هذه الحقائق والمعطيات هاته الجبهة على أنها عبارة عن مجموعة من المرتزقة تستغل الوضعية الراهنة من أجل مصالح شخصية، وهذا ماأكده الكثيرون ممن تركوا مواقعهم التي كانوا يشغلونها من أجل العودة إلى الوطن، بعد تأكدهم من أنهم كانوا مخدوعين. 

و تكشف مجموعة من الحقائق المرتبطة بمخيمات العار في تندوف، والتي لازالت تشهد على مآسي آلاف من المحتجزين من أجل قضية واهية، توظف لأغراض تصل في بعض الأحيان إلى مستوى الإبتزاز السياسي. 

آخر المعطيات التي تزكي هذا الطرح تتجلى في المعلومات التي ترد من ليبيا والتي تؤكد تورط مجموعة من عناصر مايسمى "بالبوليساريو"، في عمليات قتال وقتل للثوار والمواطنين الليبين المعارضين للنظام بعد تجنيدهم كمرتزقة من طرف النظام الليبي لمعمر القدافي، والأكيد أن علاقة الحب التي تربط العقيد الليبي بهذا التنظيم هي قديمة، فالقذافي كان من المساندين ماليا وعسكريا لأفكار هذه الجبهة من أجل جعل المنطقة تعيش في حالة من عدم الإستقرار السياسي خدمة لأحلامه التي تحولت إلى كوابيس بعد أن استفاق على وقع ثورة شعبية لازال لايصدق أنها قائمة في بلاده. 

إن مساندة "البوليساريو" والتي تجلت في إمداد النظام الليبي بمرتزقة من أجل حمايته، لا تشكل أي مفاجأة للعارفين والمطلعين على الأساليب الدموية لهاته الجبهة . والمدهش في الأمر أنها قامت بتغيير تكتيكاتها من أجل مد العون للقذافي وقواته، فمع بداية تسرب أولى المعلومات عن تواجد مقاتلين من البوليساريو ضمن قوات القذافي حاولت الجبهة عدم الإعتماد مباشرة على قواعدها المنتشرة في الجزائر لكي لا تثير إليها الإنتباه واعتمدت "البوليساريو" على حدود ليبيا مع مالي حيث عمدت إلى دمج عناصرها مع مرتزقة آخرين قادمين من بعض البلدان الإفريقية و متوجهين إلى ليبيا عبر الحدود المالية وهذا ماأكدته مصادر موثوقة في عدة مناسبات من هذا البلد، بالإضافة إلى تصريحات الثوار الليبيين في الداخل والخارج، الذين أدانوا مثل هذا التصرف. 

ليتضح جليا أن البوليساريو، تلك المنظمة التي زعمت طوال سنين أنها تدافع عن ماسمته حرية الشعوب، تشارك اليوم في قمع حرية الشعب الليبي . 

من المؤكد أن العديدين ممن ظلوا يساندون هذه الجبهة وفي كثير من الأحيان يتعاطفون معها، سيراجعون حساباتهم بعد أن إتضحت الحقيقة الجلية في أنها لاتعدو أن تكون سوى مجموعة من المرتزقة تهدد الأمن الإقليمي، ومن الممكن ملاحقتها دوليا في جرائم حرب ضد الشعب الليبي، بعد أن اتفق المجتمع الدولي على تعقب كل المساندين لنظام العقيد معمر الليبي وشركائه في قتل الليبيين المعارضين، واستعمال السلاح ضد المدنيين. 

سقوط النظام الليبي سيؤثر كثيرا على النظام الداخلي لهذه الجبهة التي ستفقد في القذافي مساندا ماليا وعسكريا، اعتبر من أقوى الداعمين لها وأكيد أن النظام الذي سيحل محله لن يقبل أن يكون مساندا لمنظمة ساهمت في قتل الشعب الليبي، وهناك من سيطالب من الليبيين أنفسهم بمحاكمتها دوليا كمشارك رئيسي في جرائم الحرب التي مارسها النظام الليبي. 

وكل هاته المتغيرات ستساهم لامحالة في تكوين صدع وشرخ داخل جبهة البوليساريو ، التي ستفقد في مرحلة أولى مجموعة من المساندين على المستوى الدولي على اعتبار أن أي منظمة أو حكومة دولية لن تقبل أن تساند منظمة متهمة في قضايا مرتبطة بجرائم حرب خاصة إدا ربطت بالقضية الليبية، وكلنا نعرف الزخم الإعلامي الذي توفر لتغطية الأحداث في ليبيا، وكيف كسبت تعاطف شعوب العالم وبالتالي ستجد الحكومات والمنظمات نفسها في موقف سيجبرها علي سحب اعترافاتها تلقائيا بالجبهة. 

المرحلة الثانية ستشهد انشقاقات كثيرة في صفوف البوليساريو وسيكون هذا راجع بالأساس إلى الضغط الدولي الممارس حاليا، والذي سيصبح أكثر شراسة في حالة ربط مقاتليها بجرائم الحرب المرتكبة في ليبيا. 

لتكون الفترة المقبلة بداية نهاية مايسمى "جبهة البوليساريو"،و أكيد أن الدبلوماسية المغربية تتوفر لها اليوم ظروف جيدة يجب استغلالها سياسيا من أجل التأكيد على موقفها، واستغلال الوضعية الحالية من أجل جعل المغرب في مواجهة منظمة إرهابية مكونة من مجموعة من المرتزقة مستعدين لزعزعة الإستقرار في المنطقة من أجل مصالح شخصية، خاصة في حال تواجد معلومات استخباراتية تربط نشاطات هذه المنظمة بمجموعة من المنظمات الإرهابية الأخرى التي تمارس نشاطات غير شرعية. والأكيد أن الدولة المغربية لابد لها أن تنشط في هذا الإتجاه من أجل توفير هذا النوع من الإستعلامات لمجموعات الضغط واللوبيات المساندة للمغرب في أوربا وأمريكا، من أجل كسب الرأي العام العالمي لمساندة القضايا المصيرية للمغرب والمحاولة في التأثير الإيجابي على الصورة التي يرسمها هذا الرأي على المغرب وسياساته في عدة مجالات والتي تحاول مجموعة من المنظمات واللوبيات المعادية تشويهها، وحسب رأيي الشخصي، فالمرحلة المقبلة ستكون مرحلة مهمة تلعب فيها حرب المعلومات وتجلياتها (الإعلام، الإستعلامات، الأنترنت، اللوبيات، الشبكات الإجتماعية..) دورا مهما في إعطاء زخم للطرح المغربي وجديته، مقابل التشكيك في طروحات الجانب الآخر التي ستكون محل شك واتهام.

ماروك نيوز

ز.ش : إعلامي ومدون
كل الحقوق محفوظة ماروك نيوز أبريل 2011


Aucun commentaire

Ajoutez votre commentaire

Fourni par Blogger.