أبشروا بوطن آمن مستقر


حسب مجموعة من المنابر الإعلامية (Goud) والعهدة على الراوي، فإن مصادر مطلعة كشفت "أن تعليمات عليا صدرت للمسؤلين عن الأجهزة التابعة  لوزارة الداخلية تقضي بإبعاد كل الأشخاص الذين يصلون لسن التقاعد ووقف عملية التمديد التي استفاد منها بعض الأفراد..." انتهى الإقتباس من المصدر.

إذا ماصح الخبر وحتى إن لم يكن يقينيا في تفاصيله الدقيقة التي جاء بها الموقع الإلكتروني، فالتوجه القائم اليوم داخل المصالح الأمنية بمختلف تلويناتها يجب أن يندرج ضمن نفس الرؤية ،أي تشبيب الأطر من أجل ضخ دماء جديدة ، وإعطاء نفس وروح شابة طموحة، بأهداف تتساير مع عصرها تواكب من خلاله التطور والتسارع الذي يعيشه المجتمع، على اعتبار أن الرهانات الأمنية مرتبطة بشكل وثيق بتطور المجتمع على جميع الأصعدة.  



التشبيب ضرورة ملحة

 
تشبيب الأطر الأمنية أصبح ضرورة ملحة، الشيء الذي لايمكن اعتباره بأي شكل من الأشكال قدحا في أطر قدمت خدمات جليلة لهذا الوطن، لكنه يبقى سنة الحياة. فلكل زمان رجالاته، ورجالات هذه الفترة هم الشباب.


وتأتي هذه الضرورة من منطلق أن الشباب اليوم أكثر تفهما للأخطار الأمنية وأكثر استشرافا لها، فعلاقتهم بالأخطار والتهديدات الأمنية، قريبة في الزمن والسياق لأنها تشكل جزءا من واقعهم المعاش، في مجتمع يشكلون عصبه الحيوي، وأغلبيته الساحقة.


فمهما كان موقفهم وتموقعهم منها، هم يعتبرون في مركز كل التهديدات (مستهدفون، منظرون، مجندون...) وهم أدرى وأعلم انطلاقا من تجارب مباشرة أو غير مباشرة بواقعهم الأمني، الذي قد يخالف تحليلات بعض ممن يعتمدون على تقارير تحمل أرقام جافة بعيدة عن هذا الواقع الذي يستشرفونه، و عن كل المنطلقات والرؤى التقليدية التابثة في تصوراتها لمفهوم الأمن والإستقرار.


فالشاب اليوم هو ابن ذلك الحي الشعبي، الذي ركب المواصلات العامة، ودرس في الجامعة واختلط مع كل أطياف المجتمع،  تعرف على الغني والفقير، المجرم والمواطن الصالح، الشاب والعجوز، الإسلامي والشيوعي والماركسي.... تعرف على هؤلاء في واقعهم وليس نقلا عن الصحافة أو طرف ثالت... 


هو الذي اكتشف الأنترنت في بداياته، ودخل إلى غرف المحادثات، المنتديات، وشبكات التواصل الإجتماعي وخبر وجها آخر لهذا المجتمع الذي صادفه قبل ذلك في الواقع، وعلم أيضا كيف يمكن لهذه الوسائل أن تحمل في صفاحتها الكثير من التهديدات....

في هذا المجتمع الكبير، بكل أطيافه وتمتلاته، وفي عالميه الواقعي والإفتراضي، تمكن الشاب من التكيف مع هذا السياق المتسم بالتسارع والتطور، وطور مداركه ونمط عيش وتفكير قادرين على التأقلم مع هذه السرعة بشكل تلقائي تحول إلى فطري، ليس بفضل حماسه وحده ولكن أيضا باعتباره مركزا وجزء ا من هذا التطور.


وككل نعمة تحمل في طياتها نقمة، فالتطور أيضا شمل التهديدات الأمنية، فهذه الأخيرة تواجدت وستتواجد في كل زمان ومكان، لكنها تكيف أساليبها مع عصرها، وتستفيد من تقدم المجتمع لبث سمومها، بحلة جديدة تخدع فيها كل متهاون أو متقاعس عن حماية وطنه ولو بحسن نية.


الشباب اليوم باعتبارهم جزءا من التهديد، هم الرافعة القادرة على مواجهة الأخطار، ومواكبة تطورها في كل المجالات، فكما أن الكفاء ات الشابة في الميدان الإقتصادي والسياسي والإجتماعي أحدتت التغيير نحو الأفضل، وقامت برفع التحدي وكسب الرهان، فالميدان الأمني لن يشكل الإستتناء، وإنما سيكون القاعدة التي ترسخ هذا المفهوم، فطاقة الوطن في شبانه، وأمن الدولة في شبابها....فلتعطوا الفرصة للأطر الشابة كي ترفع تحدي المساهمة في حماية الأمن في هذا الوطن الحبيب، وليساهم كل واحد بخبرته ليمدهم بالدعم والمعارف الكافية للنجاح في مسؤولياتهم لأن في نجاحهم نجاحا للكل... وأبشروا بوطن آمن مستقر

  ز.ش

مدون مغربي 



Aucun commentaire

Ajoutez votre commentaire

Fourni par Blogger.